الطب النفسي العام
العلاج النفسي
ما هو العلاج النفسي؟
العلاج النفسي، الذي يسمى أحيانًا العلاج بالكلام، هو علاج يتضمن علاقة علاجية بين المعالج والمريض. يمكن استخدامه لعلاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية والصعوبات العاطفية.
العلاج النفسي هو تسمية عامة لعدد كبير ومتزايد من التدخلات، التي تشترك في خصائص معينة ومحددة، مثل أن يكون الهدف منها علاجيًا ، وأن تكون قائمًة على مبادئ علمية وطرق العلاج المشتقة منها، ويتم تقديمها من قبل متخصصين مدربين.
هناك العديد من أشكال العلاج النفسي. يمكن إجراء العلاج النفسي بشكل فردي أو كزوجين أو أسري أو في مجموعة. تشمل العلاجات النفسية المحددة العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج البين شخصي (IPT) والعلاج الجدلي السلوكي (DBT) والعلاج النفسي الدينامي وغيرها.
الهدف من العلاج النفسي هو القضاء على الأعراض المزعجة والمسببة لإعاقة أو السيطرة عليها حتى يتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل أفضل.
يمكن أن يساعد العلاج النفسي المرضى على تغيير سلوكياتهم أو أنماط تفكيرهم، أو استكشاف تأثير العلاقات والتجارب السابقة على السلوكيات الحالية.
يمكن تصميم العلاج النفسي للمساعدة في حل مشكلات أخرى بطرق محددة.
وجدت الدراسات أن العلاج النفسي فعال في تحسين الأعراض في مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، مما يجعله علاجًا شائعًا ومتعدد الاستخدامات. يمكن استخدامه أيضًا للعائلات أو الأزواج أو المجموعات. تتضمن أفضل الممارسات لعلاج العديد من حالات الاضطرابات النفسية مزيجًا من الأدوية والعلاج النفسي.
يمكن أن يكون العلاج النفسي قصير الأمد (بضع جلسات)، أو يتعامل مع قضايا فورية، أو طويل الأمد (شهور أو سنوات)، ويتعامل مع مشاكل معقدة طويلة الأمد. يتم التخطيط لأهداف وطول مدة العلاج بشكل مشترك من قبل المريض والمعالج.
العلاج النفسي والأدوية
غالبًا ما يستخدم العلاج النفسي مع الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية.
في بعض الحالات، قد يكون الدواء مفيدًا بشكل واضح، وفي حالات أخرى قد يكون العلاج النفسي هو الخيار الأفضل.
بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أفضل من أيهم بمفرده.
هل العلاج النفسي فعال؟
تظهر الأبحاث أن معظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج النفسي يشعرون بتحسن الأعراض ويكونون أكثر قدرة على ممارسة حياتهم. يُظهر حوالي ٧٥٪ من الأشخاص الذين يدخلون العلاج النفسي بعض الاستفادة منه. ثبت أن العلاج النفسي يحسن العواطف والسلوكيات ويرتبط بالتغيرات الإيجابية في المخ والجسم. تشمل المزايا أيضًا عددًا أقل من الأيام المرضية، وإعاقة أقل، ومشاكل طبية أقل، ورضا أكثر عن العمل.
باستخدام تقنيات تصوير المخ الحديثة، تمكن الباحثون من رؤية تغيرات لحظية في المخ خلال خضوع الشخص للعلاج النفسي. حددت دراسات عديدة التغيرات الدماغية التي تحدث نتيجة الخضوع للعلاج النفسي لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب واضطراب الهلع واضطراب ما بعد الصدمة وحالات أخرى. في معظم الحالات ، كانت التغيرات الدماغية الناتجة عن العلاج النفسي مشابهة للتغيرات الناتجة عن الأدوية، ولكن ايضاً أكثر قوة واستدامة.
للمساعدة في الحصول على أقصى استفادة من العلاج النفسي، تحتاج أن تتعامل مع العلاج كجهد تعاوني، وتكن مشاركاً وصادقًا، وتتبع خطة العلاج المتفق عليها، وتتابع أي مهام بين الجلسات، مثل الكتابة أو ممارسة ما تم اتفاق عليه.
أنواع العلاج النفسي
يستخدم المعالجون عدة أنواع من العلاج النفسي. يعتمد اختيار نوع العلاج على حالة المريض الخاصة وظروفه وتفضيله. قد يجمع المعالجون بين عناصر من مناهج مختلفة لتلبية احتياجات الشخص الذي يتلقى العلاج على أفضل وجه.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

- العلاج الجدلي السلوكي (DBT)

- علاج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR)
يستخدم لعلاج اضطراب كرب ما بعد الصدمة والاضطرابات الانفصالية. وقد أظهر عدد من الدراسات أنه يمكن أن يقلل من الضيق العاطفي الناتج عن الذكريات المؤلمة. حيث يساعد إجراء سلسلة من حركات العين المتكررة ذهابًا وإيابًا لمدة ٢٠ – ٣٠ ثانية الأفراد على تغيير ردود الفعل العاطفية، بحيث تستبدل ردود الفعل العاطفية السلبية على الذكريات الصعبة بردود فعل أو معتقدات إيجابية أو أقل ازعاجا.
- العلاج بالفنون الإبداعية - استخدام علاجات الفن والدراما والموسيقى والشعر
- العلاج باللعب - لمساعدة الأطفال على تحديد عواطفهم ومشاعرهم والتحدث عنها
- العلاج البين-شخصي (IPT)
هو شكل من أشكال العلاج قصير الأمد. يساعد المرضى على فهم المشكلات الشخصية المزعجة الخفية، مثل الحزن الذي لم يتم حله، والتغيرات في الأدوار الاجتماعية أو العمل، والصراعات مع الآخرين المهمين، ومشاكل التعلق بالآخرين. يمكن أن يساعد الناس على تعلم طرق صحية للتعبير عن المشاعر وطرق لتحسين التواصل وكيفية ارتباطهم بالآخرين. غالبًا ما يستخدم لعلاج الاكتئاب.
- العلاج النفسي الدينامي
يعتمد على فكرة أن السلوك والصحة النفسية يتأثران بتجارب الطفولة والأفكار أو المشاعر المتكررة غير الملائمة اللا-واعية (خارج وعي الشخص). يعمل الشخص مع المعالج لتحسين الوعي الذاتي وتغيير الأنماط القديمة حتى يتمكن من تولي مسؤولية حياته بشكل كامل.
العلاج النفسي التحليلي هو شكل أكثر كثافة من العلاج النفسي الدينامي، ويتم إجراء الجلسات عادةً لفترات طويلة ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع.
- العلاج النفسي الداعم
الصورة
يستخدم التوجيه والتشجيع لمساعدة المرضى على تطوير مواردهم الخاصة. يساعد على بناء الثقة بالنفس وتقليل القلق وتقوية آليات التأقلم وتحسين الأداء الاجتماعي. يساعد العلاج النفسي الداعم المرضى على التعامل مع القضايا المتعلقة بحالات صحتهم النفسية والتي بدورها تؤثر على بقية جوانب حياتهم.
علاجات نفسية اجتماعية أخرى
هناك علاجات نفسية اجتماعية أخرى تهدف إلى تقديم الدعم والتعليم والإرشاد للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية وأسرهم ، وتشمل:
يعلم التثقيف النفسي الشخص عن حالته وخيارات العلاج، ويشمل أيضًا تعليم العائلة والأصدقاء حول مواضيع مثل: استراتيجيات التعامل مع المرض، ومهارات حل المشكلات، وكيفية التعرف على علامات الانتكاس. يمكن أن يساعد التثقيف النفسي العائلي في كثير من الأحيان في تخفيف التوترات في المنزل، مما يساعد الشخص الذي يعاني من المرض النفسي على التعافي.
يمكن أن تساعد مجموعات المساعدة الذاتية والدعم في معالجة مشاعر العزلة ومساعدة الأشخاص على اكتساب بصيرة اكبر عن حالتهم النفسية. قد يشارك أعضاء مجموعات الدعم الإحباطات، والنجاحات، وأماكن العثور على أفضل مصادر العلاج، والنصائح حول أفضل ما يمكن عمله عند محاولة التعافي. كما هو الحال مع التثقيف النفسي، قد تستفيد العائلات والأصدقاء أيضًا من مجموعات الدعم الخاصة بهم.
تهدف هذه العلاجات إلى دعم العائلات ومقدمي الرعاية الآخرين من خلال تعزيز العلاقات الأسرية الهادئة والبناءة، حيث يكون أحد أفراد الأسرة مصابًا بمرض شديد. تركز جلسات التدخل الأسري عادةً على التثقيف حول المرض النفسي، وحل المشكلات التي تظهر نتيجة المرض، وتحسين التواصل والعلاقات. يمكن أن تقلل التدخلات العائلية من معدلات الانتكاس للأشخاص المصابين بمرض ذهاني إلى جانب دعم افراد الأسرة أيضًا.
يساعد إعادة التأهيل النفسي الاجتماعي الأشخاص على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والفكرية التي يحتاجون إليها من أجل العيش بسعادة مع أقل قدر ممكن من المساعدة المهنية. يستخدم إعادة التأهيل النفسي استراتيجيتين للتدخل بشكل اساسي؛ تعلم مهارات التأقلم للمساعدة في التعامل مع المواقف والظروف الصعبة، وتطوير الموارد التي تقلل من الضغوطات المستقبلية.