الطب النفسي العام


الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية

أكثر من نصف من يعانون من مرض نفسي لا يتلقون المساعدة أو العلاج. في كثير من الأحيان، يتجنب الأشخاص طلب العلاج أو يتأخرون فيه بسبب مخاوفهم من أن يتم معاملتهم بشكل مختلف أو مخاوفهم من فقدان وظائفهم أو صورتهم الاجتماعية. وذلك لأن الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية والتمييز والتفرقة ضد الأشخاص المصابين بمرض نفسي لا يزال يمثل مشكلة كبيرة.

الوصم والتفرقة ضد الأشخاص المصابين بمرض نفسي يمكن أن يكون خفيًا أو يمكن أن يكون واضحًا - ولكن في كل الأحوال يمكن أن يؤدي إلى ضرر شديد. يتعرض الأشخاص المصابون بمرض نفسي للتهميش والتمييز بطرق مختلفة، لكن فهم شكل ذلك وكيفية التطرق اليه و معالجته يمكن أن يساعد.

حقائق عن الوصم والتمييز والتفرقة

غالبًا ما تأتي الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية من عدم الفهم أو الخوف. يساهم تصوير الأفراد والإعلام غير الدقيق للأمراض النفسية في هذين العاملين. تظهر الدراسات حول الوصمة، أنه في حين أن العامة قد يقبلون الطبيعة الطبية أو الوراثية للاضطرابات النفسية والحاجة إلى العلاج، لكن يظل لدى العديد من الأشخاص نظرة سلبية عن المصابين بمرض نفسي.

ولذلك فيمكن أن يساهم تصوير الأمراض النفسية المتوازن والمسؤول والدقيق في مجتمع أكثر انفتاحًا وأكثر وعياً. ولذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الوصمة أمر مهم للعديد من الأسباب.

ما هي الوصمة ؟

جواب: تعرف منظمة الصحة العالمية الوصمة على أنها: سبب رئيسي للتمييز والإقصاء: فهي تؤثر على ثقة الناس في أنفسهم، وتساعد على تعطيل علاقاتهم الأسرية، وتحد من قدرتهم على التواصل الاجتماعي والحصول على السكن والوظائف.

هناك العديد من أشكال الوصمة في المجتمع ، بعضها قد يرجع إلي على المواقف أو المعتقدات السلبية الخاطئة، والبعض الآخر يرجع إلى نقص الفهم أو المعلومات المضللة.

st

يمكن أن تؤدي الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية إلى نقص الدعم أو التعاطف مع الأشخاص المصابين بمرض نفسي، مما يترك المرضى محرجين ومهمشين. ويمكن أن تسبب الوصمة أكثر من مجرد إيذاء المشاعر فقد تؤدي إلى تجاهل الأعراض، مما يؤدي إلى التدهور المرضي وانخفاض جودة الحياة بسبب المرض أو العزلة.

غالبًا ما يتم تصنيف الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي بشكل غير عادل وغير دقيق على أنهم "مخيفون" أو "هزليون" أو "غير اكفاء". فإذا كنت تعاني من نفسي، فإن الوصمة هي ضغط إضافي لا تحتاجه. في الواقع، يقول بعض الناس إن آثار الوصم والتحيز يمكن أن تكون مؤلمة مثل أعراض مرضهم.

سؤال: ما هي أشكال الضرر الذي تسببها الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية ؟

جواب: الوصمة تلطخ حياة الأشخاص المصابين بالمرض النفسي، وتسبب التوتر والتعاسة لهم ولعائلاتهم وأصدقائهم، وتمنعهم عن طلب العلاج.

للوصمة تأثير عميق على حياة المتأثرين بعدة طرق:

 

الوصمة تجعل التعافي أكثر صعوبة

ترتبط الصحة النفسية كثيرًا بالبقاء نشطًا ومشاركًا، والشعور بالقبول من قبل الآخرين كجزء من المجتمع. بالنسبة للشخص المصاب بمرض نفسي، يمكن للوصمة أن تقوض ثقته بنفسه وتجعله يخجل من التعامل مع الآخرين، خوفًا من سوء الفهم أو السخرية.

 

 

الوصمة تسبب العزلة

الخوف من المواقف السلبية وسوء الفهم المجتمعي يمكن أن يتسبب في انسحاب الناس من المجتمع وانخفاض مستوى التفاعل مع الآخرين. وتساهم تلك العزلة الاجتماعية والوحدة في صعوبة التعامل مع أعراض المرض أو طلب المساعدة فيدخل المريض في حلقة مفرغة.

 

 

الوصمة الذاتية

من أكبر الآثار الضارة للوصمة هي أنها قد تؤثر على كيفية رؤية الناس لأنفسهم. تحدث الوصمة الذاتية عندما يقبل شخص ما التصور المتحيز الذي يحمله الآخرون ويعتنقه، فيصدق هو نفسه الصورة النمطية بأن المريض النفسي أقل شأنا وأقل استحقاقًا للاحترام. هذا يساهم في الانسحاب الاجتماعي وعدم تقدير الذات وعدم الاهتمام بعيش حياة جيدة. 

الكفاءة الذاتية تتأثر أيضا. بعبارة أخرى ، يعتقد الشخص الذي يعاني من الوصمة أنه لا يمكنه القيام بالأشياء لنفسه، ويعتمد بشكل زائد على الآخرين. الإيمان بالشفاء والأمل في المستقبل ينقص حيث يتخذ الشخص الصورة النمطية لشخص أدنى متضرر بشكل دائم. يمكن أن تساهم مشاعر ضعف تقدير الذات في تفاقم الحالات المرضية مثل الاكتئاب والقلق. قد تؤدي هذه المشاعر أيضًا إلى اللجوء لتعاطي المخدرات والكحوليات. 

 

الوصمة لا تشجع على الرغبة في طلب المساعدة

مثل معظم المشاكل الصحية، من الأسهل علاج الأمراض النفسية إذا تم تشخيصها مبكرًا. لكن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المبكرة للمرض النفسي يترددون في طلب المساعدة لأنهم لا يفهمون ما تعنيه هذه الأعراض، أو يربطون المرض النفسي بالقوالب النمطية السلبية وغير الدقيقة.  

 

 

الوصمة تزيد من التفرقة

يساهم الخوف والجهل بشأن المرض النفسي في التفرقة، مما يجعل من الصعب على الأشخاص المصابين بالمرض العثور على عمل أو الاشتراك في حياة اجتماعية.   

 

الأثر على العائلة والأصدقاء

غالبًا ما لا يؤخذ في الاعتبار المشقة التي قد تنجم عن رعاية شخص مصاب بمرض نفسي شديد. فبالإضافة إلى الشعور بالإحباط من الصعوبات التقليدية في العلاج، من المؤلم أن ترى أيضًا الشخص الذي تهتم به يتعرض للسخرية والتشهير.

 

 

 

الأثر على المجتمع

الوصمة ضد المرض النفسي هي أحد الأسباب العديدة التي تجعل الناس يشعرون بالاستبعاد أو الاغتراب من المجتمع. فمثل العنصرية وأشكال التفرقة الأخرى، تشير الوصمة إلى أن الأشخاص المصابين بمرض نفسي هم "غرباء" أو "أقل مرتبة" أو "غير قادرين" أو "خطرين"، وليسوا أعضاء متساوين في المجتمع. مواقف الوصم تجعل المجتمع أكثر قسوة وأقل مراعاة ودعمًا للمرضى. تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في التأثير على المواقف العامة، وتقع على عاتقها مسؤولية عدم تمثيل الأشخاص المصابين بمرض نفسي بشكل غير حقيقي أو متحيز. يمكننا المساعدة على القيام بذلك من خلال لفت الانتباه إلى حالات الوصم وتشجيع التمثيل الأكثر دقة واحترامًا عن الأمراض النفسية.

 


سؤال: ما الذي يمكننا فعله كأفراد للمساعدة في تقليل وصمة المرض النفسي؟

  • ثقف نفسك والآخرين - لا تستجب للمفاهيم الخاطئة أو التعليقات السلبية وشارك من خلال مشاركة الحقائق.
  • تشجيع المساواة بين المرض الجسدي والنفسي - قارن بكيفية علاج شخص مصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
  • كن صادقًا بشأن العلاج.
  • اختر التمكين على الوصمة
  • التحدث بصراحة وصدق عن الصحة النفسية، مثل المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • انتبه للغتك – تذكر وذكّر الناس بأن الكلمات مهمة وقد تكون منجية أو مدمرة. 
  • اظهر الاحترام والتعاطف مع المصابين بمرض نفسي.
  • دع وسائل الإعلام تعرف - عندما تستخدم لغة الوصم وتعرض قصص الأمراض النفسية بطريقة تزيد من الوصمة والتمييز.