الطب النفسي العام


ما هو المرض النفسي

general psych

الصحة النفسية الجيدة تعني أكثر من عدم وجود أعراض مرضية، بل تعني القدرة على إدارة الحياة بكفاءة والتعامل بصلابة نفسية معقولة مع التحديات التي تفرضها علينا الحياة حتميًا من آن إلى آخر، بمعنى آخر أن تكون قادرًا على الشعور بالرضا والمتعة في الحياة اليومية. 

من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو الوحدة أو خيبة الأمل أو الارتباك في بعض الأحيان لأن هذا يشكل جزًا من كونك إنسانًا، لكن عندما تستمر هذه المشاعر وتتعارض مع القدرة على إدارة الحياة والاستمتاع بالأنشطة اليومية، فسيكون من المهم التحدث إلى متخصص للنظر إذا ما كان هناك أي مشكلة نفسية قد تحتاج إلى الاهتمام. 

 
ما هي مشكلات الصحة النفسية؟ 

تشمل مشكلات الصحة النفسية مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على شعورنا وتفكيرنا. عادة ما تظهر هذه المشكلات لأول مرة في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات ، ولكنها قد تظهر أيضاً في وقت لاحق من الحياة. ومثل العديد من الأمراض الجسدية ، يُعتقد أن مشكلات الصحة النفسية تنشأ من تفاعل العوامل الوراثية أو القابلية للإصابة، مع ضغوط الحياة.

كلنا لدينا درجات مختلفة من القابلية أو الاستعدادية الوراثية للإصابة باضطراب نفسي، ولكن هذه القابلية قد لا تقود فعلياً إلي الاصابة المرض إلا إذا تمت إثارتها بدرجة معينة من الضغوط. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قابلية عالية للإصابة بالأمراض النفسية، قد يحتاج التوتر فقط إلى أن يكون طفيفًا، و بالنسبة للآخرين الأقل قابلية، فإنهم يحتاجون إلى حدث شديد وصادم لكي يؤدي إلى حدوث نوبة من اعتلال الصحة النفسية. لا يعني أي من هذا أن الشخص تحطم أو أنه أو عائلته ارتكبوا "خطأ ما" . المرض النفسي ليس ذنب أحد، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن التعافي ممكن الوصول اليه بما في ذلك الأداء الفعال في الحياة الاجتماعية والدراسية والوظيفية، خاصة عندما يبدأ العلاج مبكرًا ويلعب الشخص دورًا قويًا في عملية التعافي الخاصة به.

تشمل مشكلات الصحة النفسية الحالات الأكثر شيوعًا مثل اضطرابات القلق و الاكتئاب، بالإضافة إلى الحالات الأقل شيوعًا مثل الاضطرابات الذهانية و الفصام.

الأمراض النفسية قد تظهر في صورة نوبة واحدة أو في بعض الأحيان كحالة مزمنة تحتاج الى العلاج والمتابعة مدى الحياة. تختلف درجة الخطورة، قد تكو عابرة في بعض الأحيان، وقد تسبب أحيانًا إعاقة نفسية أو اجتماعية تتطلب دعمًا طويل الأمد. ولحسن الحظ، هناك علاجات فعّالة تساعد معظم الأشخاص المتأثرين في التعامل مع الأعراض أو حتى التخلص منها. 

من هم الأشخاص المعرضين للإصابة بالاضطرابات النفسية؟

لا تشمل محددات الصحة النفسية والاضطرابات النفسية السمات الفردية فقط - مثل قدرة الفرد على إدارة أفكاره وعواطفه وسلوكياته وتفاعلاته مع الآخرين - بل تشمل أيضًا العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والبيئية مثل السياسات الوطنية ومستوي المعيشة وظروف العمل ودعم المجتمع.

الضغوط الحياتية والاستعداد الوراثي ايضًا من اهم العوامل المساهمة في الاضطرابات النفسية.

العلاجات المستخدمة للاضطرابات النفسية

يستخدم الأطباء النفسيون مجموعة متنوعة من العلاجات - بما في ذلك الأدوية والأشكال المختلفة من العلاج النفسي والتدخلات النفسية - وذلك حسب احتياجات كل مريض. 
بشكل عام، تكون العلاجات المستخدمة فعالة للغاية، عندما يتلقى الأشخاص العلاج الأمثل. ولكن لسوء الحظ ، لا يتلقى عدد كافٍ من الناس هذه الخدمة المثلى بسبب مجموعة من المشكلات: خدمات الصحة النفسية التي تعاني من نقص الموارد، والصعوبات في الوصول لمقدمي الخدمة، والتحدي المتمثل في تقديم الخدمات في المناطق الريفية والنائية، وكذلك أولئك الذين يختارون عدم تلقي العلاج نتيجة لأعراضهم.

الأدوية النفسية

بالنسبة للأشخاص المصابين بحالات معينة (على سبيل المثال، الفصام والاضطراب ثنائي القطب وأشكال الاكتئاب الشديدة)، يكون الدواء جزءًا مهمًا و أساسيًا من العلاج. من المهم أن يكون الدواء والجرعة المحددين ملائمين لمساعدة الشخص بشكل أكثر فاعلية، وأن تتم مراقبة الآثار الجانبية وتقليلها.

العلاجات النفسية

يتم مساعدة العديد من الأشخاص الذين يعانون من المشكلات المتعلقة بالصحة النفسية من خلال أشكال مختلفة من العلاج النفسي الكلامي . تساعد هذه العلاجات من خلال إعطاء فرصة للتحدث عن الأفكار والمشاعر مع معالج مؤهل لفهم أسباب التفكير والشعور بهذه الطريقة، وتكييفها بطرق أكثر فائدة وإيجابية وأقل إزعاجًا.