اضطرابات النوم
نظرة عامة
يطلق مصطلح اضطرابات النوم على الحالات التي يحدث فيها تغيراً في جودة النوم، أو توقيته، أو مدته، وتؤثر على قدرة الشخص على ممارسة حياته بشكل طبيعي أثناء الاستيقاظ. يمكن أن تسهم اضطرابات النوم في العديد من الأمراض الطبية الأخرى، وقد يكون بعضها عرضًا مباشراً لاضطراب نفسي موجود بالفعل لدى الشخص.
تطورت معرفتنا وفهمنا لاضطرابات النوم على مدار العقود الأربعة الماضية. وتم تحديد أكثر من ١٠٠ نوع من أنواع اضطرابات النوم. بشكل مبسط، فإن معظم اضطرابات النوم تتسم بحدوث واحد أو أكثر من الأعراض الأربعة التالية:
- صعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار في النوم.
- صعوبة البقاء مستيقظًا أثناء النهار.
- اختلالات في إيقاع الساعة البيولوجية التي تؤثر بشكل سلبي على انتظام جدول نوم صحي.
- وجود سلوكيات غير عادية تعيق النوم.
يمكن أن تدل أي من العلامات السابقة إلى إصابتك باضطراب من اضرابات النوم. فإن كنت تعاني من حدوث أي من تلك الأعراض فمن الأفضل اللجوء لطبيب متخصص والحصول على المساعدة التي تحتاجها.
اضطرابات النوم والصحة النفسية
ترتبط أكثر من ٥٠٪ من حالات الأرق بالاكتئاب أو القلق أو الضغط النفسي. وغالبًا ما تكون نوعية أعراض الأرق لدى المريض مؤشر لدور المرض النفسي ففي عدم قدرة الشخص على النوم.
من الممكن أن يكون الاستيقاظ مبكراً عن الموعد الطبيعي علامة على وجود مرض الاكتئاب، إلى جانب انخفاض الطاقة وعدم القدرة على التركيز والحزن وتغيرات الشهية. من ناحية أخرى، قد يكون الانخفاض المفاجئ في النوم المصحوب بزيادة في الطاقة، أو قلة الحاجة للنوم عرض من اعراض نوبة هوسيه.
ترتبط العديد أيضاً من اضطرابات القلق بصعوبات النوم. على سبيل المثال غالبًا ما يرتبط اضطراب الوسواس القهري بقلة النوم. وقد تشير نوبات الهلع أثناء النوم إلى الإصابة باضطراب الهلع. أيضاً قد يترافق قلة النوم الناتج عن الكوابيس مع اضطراب كرب ما بعد الصدمة. كذلك يمكن أن يؤدي استخدام المواد المخدرة إلى مشاكل النوم.
من المثبت أن قلة النوم تؤدي إلى تفاقم أعراض العديد من اضرابات الصحة النفسية. كما يمكن أن تؤدي مشاكل النوم الشديدة إلي تقليل فعالية بعض العلاجات. وتؤكد جميع الدراسات العلمية على العلاقة القوية بين الأمراض العضوية والنفسية وأن النوم الجيد ضروري للشفاء أو للوقاية في كلا النوعين من الأمراض.
الأرق
الأرق هو أحد أكثر اضطرابات النوم انتشاراً. وهو عدم المقدرة على الحصول على القدر المطلوب من النوم لمواصلة العمل بكفاءة أثناء النهار. ينتج الأرق عن صعوبة الدخول في النوم، أو صعوبة البقاء نائمًا، أو الاستيقاظ مبكرًا جدًا في الصباح.
نادرًا ما يكون الأرق مرضًا عضوياً أو نفسياً بمفرده، وغالباً ما يكون أحد أعراض مرض آخر يجب تشخيصه ومعرفته من قبل طبيب المتخصص. بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن يكون الأرق نتيجة لنمط الحياة المضطرب أو جدول العمل المزدحم.
جواب: قد يستلزم علاج الأرق المزمن لأدوية طبية موصوفة من طبيب متخصص. لكن أولى الخطوات للكثير من الأشخاص تكون بممارسة نمط حياة صحي والحفاظ على عادات النوم الصحي. الالتزام بتلك العادات يخفف من أعراض الأرق ويساعد على تحسين جودة النوم.
- حاول الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم. حاول الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم حتى بالإجازات.
- حدد ميعاد ذهابك للنوم باكر بما يكفي لتحصل على ٧-٨ ساعات من النوم.
- لا تذهب للفراش إلا اذا كنت نعسان بالفعل. استخدم فراشك للنوم فقط.
- إذا لم تستطيع النوم بعد ٢٠ دقيقة، غادر الفراش وقم بعمل نشاط هادئ بدون التعرض لضوء ساطع.
- من المهم عدم استخدام الأجهزة الالكترونية على الاقل ٣٠ دقيقة قبل النوم.
- الحد من القيلولة أو التوقف عنها تماماً، خاصة في وقت متأخر من النهار.
- حافظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام خلال اليوم.
- تجنب استخدام الكافيين (القهوة) في المساء.
- تجنب الوجبات الدسمة في وقت متأخر من الليل.
جواب: النعاس المستمر أثناء النهار يمكن أن يكون مؤشراً لعدد من المشكلات؛ مثل الاستخدام الخاطئ للأدوية المنومة، أو النوم غير الكافي في الليل نتيجة اضطرابات النوم المتعلقة بالتنفس مثل انقطاع النفس النومى، أو بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب. لذا يجب تقييم النعاس المفرط أثناء النهار من قبل طبيب نفسي متخصص.
جواب: القيلولة في وقت مبكر من بعد الظهر لمدة ٣٠ دقيقة يمكن أن تكون مفيدة ومنشطة للجسم والذهن بدون تأثير سلبي على النوم أثناء الليل.