اضطراب الشخصية الحدية 
 

نظرة عامة

اضطراب الشخصية الحدية حالة تتميز بالصعوبات في تنظيم العاطفة. هذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يشعرون بالعواطف بشكل مكثف ولفترات طويلة من الوقت، ومن الصعب عليهم العودة إلى الوضع المستقر بعد حدث مثير عاطفيا. 

يمكن أن تؤدي هذه الصعوبة إلى السلوكيات الاندفاعية، سوء الصورة الذاتية، والعلاقات الغير مستقرة، والاستجابات العاطفية الشديدة للضغوط. يمكن أن يؤدي الصراع مع محاولات سيطرة الشخص على نفسه إلى سلوكيات خطيرة مثل إيذاء النفس. 

العلامات والأعراض المرضية

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية شديدة، ويشعروا بقدر كبير من عدم الاستقرار وعدم الأمان. تتضمن بعض العلامات والأعراض ما يلي:

  • عدم استقرار العلاقات الشخصية التي تتناوب بين الرؤية المثالية ("أنا في حالة حب رائعة!") وخفض القيمة ("أنا أكرهه بشدة").
  • السلوكيات الاندفاعية التي يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة، مثل الإنفاق المفرط، والعلاقات المتكررة، والقيادة المتهورة، أو استخدام المواد المخدرة أو الإفراط في استخدامها.
  • فترات من الاكتئاب الشديد أو التهيج أو القلق التي تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام.
  • الشعور المزمن بالملل أو الفراغ الداخلي.
  • الغضب غير المناسب أو الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه - يتبعه غالبًا الشعور بالذنب والعار.
  • القيام بجهود شديدة لتجنب هجر الأصدقاء والعائلة لهم (سواء كان هذا الهجر حقيقي أم متخيل).
  • الصورة الذاتية المشوهة وغير المستقرة التي تؤثر على الحالة المزاجية والآراء والأهداف والعلاقات.
  • سلوك إيذاء النفس بما في ذلك التهديدات أو المحاولات الانتحارية.
  • المشاعر الانفصالية - الانفصال عن الأفكار أو الإحساس بالهوية، وأفكار الشك ولارتياب المرتبطة بالتوتر. يمكن أن تؤدي حالات التوتر الشديدة أيضًا إلى نوبات ذهانيه قصيرة.

الأسباب

أسباب اضطراب الشخصية الحدية ليست مفهومة كليا، لكن يتفق العلماء على أنها نتيجة لمجموعة من العوامل، التي تشمل:

  • الوراثة: في حين أنه لا يوجد جين محدد يتسبب بشكل مباشر في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم أحد أفراد الأسرة المقربين مصاب باضطراب الشخصية الحدية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. 
  • العوامل البيئية: الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث صادمة في الحياة - مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي أثناء الطفولة أو الإهمال والانفصال عن الوالدين - معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية. 
  • وظائف المخ: قد تكون شبكة التنظيم العاطفي مختلفة لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، مما يشير إلى وجود أساس عصبي لبعض الأعراض. على وجه التحديد، قد لا تتواصل أجزاء المخ التي تتحكم في المشاعر واتخاذ القرار مع بعضها البعض على النحو الأمثل. 

العلاج

تاريخياً، كان يُنظر إلى اضطراب الشخصية الحدية على أنه من الصعب علاجه. ولكن مع العلاجات الأحدث المستندة إلى الأدلة، يمكن مساعدة المصابين باضطراب الشخصية الحدية علي تخفيف وتحسين الأعراض، وتحسين نوعية الحياة والقدرة على ممارسة الحياة بشكل أفضل. 

من المهم للمرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية أن يتلقوا علاجًا متخصصًا من طبيب أو أخصائي نفسي مدرب بشكل مناسب. قد لا يستفيد المريض من أنواع العلاج الأخرى التي يقدمها الذين لم يتم تدريبهم بشكل مناسب على علاج تلك الحالة. 


تؤثر العديد من العوامل على طول الوقت الذي تستغرقه الأعراض في التحسن بعد بدء العلاج، لذلك من المهم للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية وأسرهم التحلي بالصبر وتلقي الدعم المناسب أثناء العلاج. من المهم السعي للحصول على العلاج والالتزام به. 

السلوكيات الانتحارية وإيذاء النفس: يرتبط اضطراب الشخصية الحدية بمعدلات أعلى من الانتحار وسلوكيات إيذاء النفس. يحتاج المرضى المصابون باضطراب الشخصية الحدية الذين يفكرون في إيذاء أنفسهم أو محاولة الانتحار إلى المساعدة على الفور. إذا كنت تعاني أنت أو أحد أصدقائك أو أحد أفراد أسرتك من أفكار انتحارية أو سلوكيات إيذاء النفس: اتصل بالخط الساخن، ٢٤ ساعة في اليوم، ٧ أيام في الأسبوع. الخدمة متاحة للجميع. 

تعامل بجدية مع أي تعليقات أو تلميحات حول الانتحار أو الرغبة في الموت. حتى إذا كنت لا تعتقد الشخص سيحاول الانتحار فمن الواضح أنه في محنة ويمكنه الاستفادة من مساعدتك في الوصول ألى العلاج.

العلاجات الموضحة بالأسفل ليست سوى بعض الخيارات التي قد تكون متاحة للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية. 

العلاج النفسي

وهو الخط الأول في العلاج للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية. يمكن تقديمه بشكل فردي بين المعالج والمريض أو في جلسة جماعية. قد تساعد الجلسات الجماعية التي يقودها المعالج في تدريب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية على كيفية التفاعل مع الآخرين وكيفية التعبير عن أنفسهم بشكل اكثر فعالية. من المهم أن يكون هناك تفاهم وثقة بين الشخص الخاضع للعلاج و معالجه، لأن طبيعة اضطراب الشخصية الحدية تجعل من الصعب على الشخص المصاب بهذا الاضطراب في الحفاظ على علاقة مريحة تتسم بالثقة مع المعالج. 

من الأمثلة على العلاجات النفسية المستخدمة في علاج اضطراب الشخصية الحدية: العلاج الجدلي السلوكي (DBT) والعلاج السلوكي المعرفي (CBT). 

يستخدم العلاج الجدلي السلوكي (DBT) مفاهيم اليقظة والقبول أو الوعي بالوضع الحالي والحالة العاطفية. ويشمل أيضًا التدريب على مهارات التحكم في المشاعر، وتقليل السلوكيات المدمرة للذات، وتحسين العلاقات. 

يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية في تحديد وتغيير المعتقدات والسلوكيات الأساسية التي تكمن وراء التصورات غير الدقيقة لأنفسهم وللآخرين ومشاكل التفاعل مع الآخرين. قد يساعد العلاج المعرفي السلوكي في تحسين العديد من أعراض المزاج والقلق وتقليل عدد السلوكيات الانتحارية أو إيذاء النفس. 

الأدوية

لا تُستخدم الأدوية عادةً كعلاج أولي لاضطراب الشخصية الحدية حيث أن الفوائد غير واضحة، ولكن في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب النفسي بأدوية لعلاج أعراض معينة، مثل التقلبات المزاجية أو الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تصاحب اضطراب الشخصية الحدية.

طرق العلاج الآخري

قد يعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية من أعراض حادة ويتطلبوا رعاية مكثفة من خلال الإقامة بمستشفى للصحة النفسية.

خرافات وحقائق