اضطرابات الشخصية
نظرة عامة
الشخصية هي مزيج من الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تكسبك طابعك الفريد؛ هي منظورك وفهمك وعلاقتك بالعالم الخارجي ومنظورك لنفسك. تتكون الشخصية خلال مرحلة الطفولة، وتتشكل من خلال تفاعل:
العوامل الوراثية: قد يتم تمرير بعض سمات الشخصية لك من قِبل والديك من خلال الجينات الموروثة. هذه السمات تسمى أحيانًا طبعك.
العوامل البيئية والخبرات الحياتية: هذا يتضمن المناطق التي نشأت فيها والأحداث التي وقعت والعلاقات مع أفراد الأسرة وغيرهم.
اضطراب الشخصية هو طريقة التفكير والشعور والسلوك التي تحيد عن المتوقع، وتسبب الضيق أو الصعوبات في ممارسة الحياة بشكل طبيعي ، وتستمر مع مرور الوقت. ويُعتقد أن اضطرابات الشخصية تنتج بسبب مزيج من هذه التأثيرات الجينية والبيئية. قد تجعلك جيناتك عرضة لظهور اضطراب في الشخصية، وقد يحفز موقف حياتي الظهور الفعلي للاضطراب.
تشخيص الإصابة بأحد اضطرابات الشخصية يتضمن بشكل عام الانحراف الملحوظ على المدى الطويل عن السلوكيات المقبوله مجتمعيا الذي يؤدي إلى الشعور بكرب شديد أو ضعف في اثنين على الأقل من المجالات التالية:
- كيفية التفكير في النفس والآخرين
- مدى ملاءمة ردود الفعل العاطفية
- أسلوب التواصل والتعلق مع الآخرين
- قدرة الفرد على السيطرة على رغباته وسلوكياته
أنواع اضطرابات الشخصية
يوجد ١٠ أنواع محددين من اضطرابات الشخصية. فيما يلي اهم ما يتسم به كل منهم:
- الانشغال الزائد بالتفاصيل والنظام والقواعد
- المثالية المفرطة، مما يؤدي إلى تعطيل الوظائف والإحباط عند فشل تحقيق المثالية، مثل الشعور بالعجز عن إنهاء مشروع بسبب عدم استيفاء المعايير الذاتية الصارمة
- الرغبة في السيطرة على الآخرين والمهام والمواقف والعجز عن إيكال المهام للآخرين
- إهمال الأصدقاء والأنشطة الممتعة بسبب الالتزام المفرط بالعمل أو المشروعات
- العجز عن التخلُّص من الأشياء والمقتنيات غير المهمة أو الجديرة بالاحتفاظ
- عدم المرونة حول الأخلاق أو القيم
- القيام بجهود شديدة لتجنب هجر الأصدقاء والعائلة لهم (سواء كان هذا الهجر حقيقي أم متخيل).
- عدم استقرار العلاقات الشخصية التي تتناوب بين الرؤية المثالية ("أنا في حالة حب رائعة!") وخفض القيمة ("أنا أكرهه بشدة").
- الصورة الذاتية المشوهة وغير المستقرة التي تؤثر على الحالة المزاجية والآراء والأهداف والعلاقات.
- السلوكيات الاندفاعية التي يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة، مثل الإنفاق المفرط، والعلاقات المتكررة، والقيادة المتهورة، أو استخدام المواد المخدرة أو الإفراط في استخدامها.
- سلوك إيذاء النفس بما في ذلك التهديدات أو المحاولات الانتحارية.
- فترات من الاكتئاب الشديد أو التهيج أو القلق التي تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام.
- الشعور المزمن بالملل أو الفراغ الداخلي.
- الغضب غير المناسب أو الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه - يتبعه غالبًا الشعور بالذنب والعار.
- المشاعر الانفصالية - الانفصال عن الأفكار أو الإحساس بالهوية، وأفكار الشك ولارتياب المرتبطة بالتوتر. يمكن أن تؤدي حالات التوتر الشديدة أيضًا إلى نوبات ذهانيه قصيرة.
- فقدان الثقة أو الشك الدائم في الآخرين وفي دوافعهم.
- الاعتقاد غير المبرر بأن الآخرين يحاولون إيذاءهم أو خداعهم
- التردد في الثقة في الآخرين نتيجة الخوف غير المنطقي من أن الآخرين سيستخدمون المعلومات ضد الشخص
- تفسير وفهم الاحداث وتصرفات الاخرين بشكل خاطئ على أنها تحمل معن خفي وإهانات شخصية
- الميل إلى حمل الأحقاد
- تفضيل الوحدة وفقدان الرغبة في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية
- اللامبالاة تجاه الثناء أوو النقد من الآخرين
- ضيق نطاق التعبيرات العاطفية
- العجز عن فهم الإشارات الاجتماعية العادية
- الخجل المفرط في المواقف الاجتماعية والعلاقات الشخصية
- الشعور بعدم الكفاءة أو التدني الاجتماعي
- كثرة الانشغال والحساسية البالغة تجاه الانتقاد أو الرفض
- اجتناب الأنشطة التي تتطلب التواصل مع اخرين
- الاعتماد المفرط على الآخرين والشعور بالحاجة إلى الحصول على الاعتناء منهم
- الخضوع أو التعلق الزائد بالآخرين
- الخوف من عدم القدرة على العناية بالنفس في حالة الترك وحيدًا
- فقدان الثقة بالنفس وطلب النصائح بإفراط والطمأنينة من الآخرين بشأن اتخاذ الاختيارات البسيطة
- صعوبة بدء أو تنفيذ الاشياء دون مساعدة بسبب فقدان الثقة بالنفس
- صعوبة الاختلاف مع الآخرين والخوف من الرفض
- تحمُّل المعاملة المسيئة، ولو مع توفر الخيارات الأخرى
- السعي لجذب الانتباه باستمرار
- فرط الانفعال أو التحريض الدرامي أو الجنسي لجذب الانتباه
- سهولة التأثر بالآخرين
- الانفعالات السطحية سريعة التغيير
- الاهتمام المفرط بالشكل الخارجي لجذب الانتباه
- اعتقاد أن العلاقات مع الآخرين وطيدة خلافًا لما هي عليه في الواقع
- اعتقاد زائد أن الشخص مميز وأهم من الآخرين
- الاحتياج الدائم للحصول على الثناء والإعجاب
- المبالغة والخيالات بشأن القوة والنجاح والجاذبية
- المبالغة بشأن الإنجازات أو المواهب
- عدم مراعاة حاجات ومشاعر الآخرين
- الشعور بالاستحقاق وتوقع وانتظار المجاملات والمزايا بشكل غير منطقي
- تجاهل وانتهاك حقوق ومشاعر الآخرين
- عدم مراعاة القواعد والأعراف المجتمعية
- كثرة الكذب والسرقة وخداع الآخرين
- السلوك العدواني والعنيف
- السلوكيات المتهورة والاندفاعية
- عدم تحمل المسؤولية وعدم الشعور بالندم أو التعاطف تجاه الاخرين
- غرابة المظهر أو غرابة طريقة التفكير والاعتقادات الغير عادية
- القلق الاجتماعي وفقدان العلاقات القريبة أو عدم الارتياح بوجودها
- "التفكير السحري"، اعتقاد أن الشخص يمكنه التأثير على الأفراد والأحداث بأفكاره
- الاعتقاد بأن المواقف العادية تحمل رسائل معينة خفية لا يفهمها إلا هو
التشخيص
كل اضطراب من اضطرابات الشخصية له مجموعة من معايير التشخيص. يتم تحديد التشخيص من قبل طبيب نفسي متخصص بعد النظر إلي الاعراض والنماط السلوكية طويلة المدى. التشخيص يكون عادة فيمن هم أكبر من ١٨ عام من العمر. قد يصعب أحيانًا تحديد نوع اضطراب الشخصية، حيث تتشارك بعض اضطرابات الشخصية في نفس الأعراض وقد يكون هناك أكثر من نوع واحد. كما قد تجعل الاضطرابات الأخرى، مثل الاكتئاب أو القلق أو تعاطي المخدرات، التشخيص أكثر تعقيدًا.
العلاج
يعتمد أفضل علاج للفرد على نوع اضطراب الشخصية وشدته. نظرًا لأن اضطرابات الشخصية تستمر طويلاً، فقد يتطلب العلاج شهورًا أو أعوامًا. العلاج النفسي، هو الأسلوب الرئيسي لعلاج اضطرابات الشخصية.
العلاج النفسي
توجد أنواع معينة من العلاج النفسي فعالة في علاج اضطرابات الشخصية. أثناء العلاج النفسي، يمكن للفرد اكتساب البصيرة والمعرفة حول الاضطراب وما يساهم في ظهور الأعراض، ويمكنه التحدث عن الأفكار والمشاعر والسلوكيات. يمكن أن يساعد العلاج النفسي الشخص على فهم آثار سلوكه على الآخرين وتعلم إدارة الأعراض أو التعامل معها وتقليل السلوكيات التي تسبب مشاكل في الأداء والعلاقات. أشهر أنواع العلاج النفسي المستخدمة تشمل:
- العلاج الجدلي السلوكي
- العلاج المعرفي السلوكي
- العلاج الدينامي
- العلاج الجمعي
- التثقيف النفسي (الذي يشمل توعية الشخص وافراد الاسرة عن المرض والعلاج وطرق التأقلم.
الأدوية
لا توجد أدوية معتمدة خصيصًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطرابات الشخصية. ومع ذلك، هناك عدة أنواع من الأدوية النفسية التي قد تساعدك في تحسين مختلف أعراض اضطراب الشخصية.
جواب: غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون باضطرابات الشخصية صعوبة في تحمل مسؤولية مشاعرهم وسلوكياتهم. بل إنهم أحيانًا يلومون الآخرين على مشاكلهم. ومع ذلك ، فإن كل واحد منهم يعاني ويدرك أن حياته لا تسير على ما يرام. قد يكون الاقتراب من صديق والتحدث بشأن مشاعره المؤلمة أو الإحباطات وخيبات الأمل في حياته، وعرض الاستماع، وسيلة لمساعدته على التفكير في العلاج. إذا كانت لديك تجربة علاجية ناجحة، فشاركها مع صديقك، حتى لو لم تكن بالضرورة تتعلق "بمشكلات الشخصية" (الذي يكون مصطلح غير مناسب ومنفر للعديد من الأشخاص). يدخل معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية في العلاج بمشكلة أخرى مصاحبة، مثل الاكتئاب ، والقلق، وتعاطي المخدرات وما إلى ذلك. التحدي هو مساعدة الشخص ان يصل الى "اول طريق العلاج الصحيح" إذا جاز التعبير، لا للالتزام بالعلاج طويل الأمد منذ البداية.
جواب: يمكن أن يتم تشخيص الفرد بأكثر من اضطراب في الشخصية. غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية مؤهلين لأكثر من تشخيص واحد. قد يفي الشخص المصاب باضطراب شديد في الشخصية بمعايير أربعة أو خمسة أو حتى أكثر من الاضطرابات! من الناحية العملية، يدرك الأطباء عادة أن تلبية المزيد من المعايير لاضطرابات الشخصية تعني اضطرابًا أكثر حدة.
جواب: بعض النظريات المتعلقة باضطراب الشخصية تعتبره تأخرًا في النمو يمكن للإنسان أن يتخطاه مع الوقت. تشير الدراسات إلى أن عددًا لا بأس به من الأطفال والمراهقين لديهم علامات وأعراض تتفق مع اضطراب الشخصية. بالنسبة للكثيرين، تقل هذه الأعراض بمرور الوقت. الأطفال الذين يعانون من المزيد من الأعراض أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية في عمر لاحق. لذلك، من ناحية، يمكن القول إن الوقت سوف يعالج العديد من مشاكل الشخصية، ولكن من ناحية أخرى، إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة باضطراب نفسي شديد له آثار مدمرة، فيجب التوصية بالتدخل المبكر والوقاية.