اضطراب الهلع
نظرة عامة
هل تنتابك احيانا نوبات قلق مفاجئة وخوف شديد تدوم عدة دقائق؟ ربما تشعر بأن قلبك يخفق، تتعرق، وتشعر أنك لا تستطيع التنفس أو التفكير. هل تحدث هذه النوبات في اوقات لا يمكن التنبؤ بها ودون سبب واضح، مما يجعلك تقلق من احتمال حدوث نوبة أخرى في اي وقت؟
إذا كان الامر كذلك، فقد تكون تعاني من نوعا من اضطرابات القلق يدعى "اضطراب الهلع“. وإذا لم يُعالَج فقد يؤثر سلباً على نوعية حياتك ويؤدي إلى مشاكل في العمل أو الدراسة أو الحياة الاجتماعية.
ماذا تشعر عندما يكون لديك اضطراب الهلع؟
(هذه بعض الأقوال لمن عانوا من هذا الاضطراب)
- ” ذات يوم، ودون سابق إنذار أو سبب، انتابني شعور بالقلق الشديد. شعرت أنني لا أستطيع الحصول على ما يكفي من الهواء، مهما تنفست بقوة. قلبي خفق بقوة شديدة، وفكرت أنني قد أموت. كنت أتعرق وشعرت بدوار، واحسست أنني لا استطيع التحكم في هذه المشاعر كأنني أغرق ولا استطيع التفكير بطريقة صحيحة. بعد ما كان يبدو لي انه النهاية، تباطأ تنفسي وتوقف الشعور بالخوف والأفكار المتسارعة، لكنني كنت مرهق و مستنزف تماما. ثم بدأت هذه النوبات تتكرر كل عدة اسابيع، وظننت أنني أفقد عقلي. صديق لي رأي كيف أعاني وطلب مني ان اتصل بطبيب طلبا للمساعدة “.
ما هو اضطراب الهلع؟
يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من نوبات مفاجئة ومتكررة من الخوف الشديد تستمر لعدة دقائق أو أكثر. تلك النوبات الهلع تتميز بوجود خوف من حدوث كارثة أو خوف من فقدان السيطرة، حتى عندما لا يكون هناك خطر حقيقي.
ولأن الأعراض شديدة للغاية، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع قد يعتقدون أنهم مصابون بنوبة قلبية أو أمراض أخرة خطر على حياتهم، فعادة ما يتجهون إلى قسم الطوارئ في المستشفى لطلب الفحوصات والاطمئنان.
قد تكون النوبات متوقعة، كرد فعل على شيء معين يخشاه الفرد، أو غير متوقعة، فتحدث على ما يبدو دون سبب. متوسط العمر لبداية اضطراب الهلع هو بين ٢٠ - ٢٤ عام، ولكن ليس كل من يعاني من نوبات الهلع سيصاب باضطراب الهلع. قد تحدث نوبات الهلع مع الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب أو اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
قد يشعر الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب بالإحباط والخجل لأنه لا يستطيع ممارسة روتينه اليومي العادي مثل الذهاب إلى المدرسة أو العمل، أو السفر أو القيادة أو حتى التسوق، بسبب خوفه الشديد من حدوث النوبة مجدداً.
العلامات والأعراض المرضية
قد يعاني الشخص من الأعراض التالية:
- نوبات مفاجئة ومتكررة من الخوف الشديد
- القلق الشديد بشأن متى ستحدث نوبة الهلع التالية.
- الخوف أو تجنب الأماكن التي حدثت فيها نوبات الهلع في الماضي.
- الشعور بفقدان السيطرة، أو الخوف من الموت الوشيك أثناء النوبة.
- اعراض جسدية تظهر خلال نوبة الهلع، مثل خفقان القلب وتسارع دقات القلب، التعرق، القشعريرة، الارتجاف، صعوبة التنفس، الدوار، الوخز او الخدر في اليدين، آلام الصدر، آلام المعدة، والغثيان.
العلاج
اولا، التحدث الى الطبيب عن الأعراض. سيقوم الطبيب بسؤالك عن تاريخك الصحي وطلب بعض الفحوصات للتأكد من أنه لا توجد مشكلة عضوية تسبب تلك الأعراض ثم قد يوجهك إلى طبيب نفسي.
يتم علاج اضطراب الهلع بشكل عام عن طريق جلسات العلاج النفسي، أو الأدوية، أو كليهما. تحدث مع طبيبك عن أكثر علاج تظنه مناسب لك.
- العلاج النفسي: هناك نوع من العلاج النفسي يسمى العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مفيد بشكل خاص وهو الخط الأول لعلاج اضطراب الهلع. العلاج المعرفي السلوكي يعلم الشخص طرق مختلفة في التفكير، والتصرفات، وردود الفعل للمشاعر التي تأتي مع نوبة الهلع. يمكن أن تبدأ النوبات في الاختفاء بمجرد أن تتعلم كيف تتفاعل بشكل مختلف مع الأحاسيس الجسدية الناتجة عن القلق والخوف التي تحدث أثناء النوبات.
- الأدوية: قد يصف الأطباء أيضًا أنواعًا مختلفة من الأدوية للمساعدة في علاج اضطراب الهلع.