اكتئاب الفترة المحيطة الولادة
نظرة عامة
بالنسبة لمعظم النساء، تعتبر فترة ولادة طفل أمر مثير ومبهج أو ربما سببا للقلق في كثير من الأحيان، إلا إنه بالنسبة للنساء المصابات باكتئاب الفترة المحيطة بالولادة (أو كما كان يسمي سابقا اكتئاب بعد الولادة)، يمكن أن تصبح تلك الفترة ضاغطة وصعبة للغاية. يُطلق مصطلح ”اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة“ علي الاكتئاب المرتبط بإنجاب الطفل - سواء كان أثناء الحمل أو بعد الولادة.
يُعد اكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة حالة مرضية خطيرًة ولكن قابلة للعلاج، ويشمل الشعور بالحزن الشديد أو اللامبالاة أو القلق، بالإضافة إلى تغيرات في الطاقة والنوم والشهية، وقد يؤدي إلي مخاطر كبيرة على الأم والطفل. تشير التقديرات إلى أن (١ من كل ٧) من النساء يعانين من اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة.
أنواع اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة
يعتقد معظم الناس أن اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة تتسم فقط بالحزن والقلق والتعب المزمن. ولكن اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة تشمل مجموعة متنوعة من الاضطرابات والأعراض. أنواع اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة تشمل:
- اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة
- اضطراب الوسواس القهري في الفترة المحيطة بالولادة
- اضطراب ما بعد الصدمة في الفترة المحيطة بالولادة
- ذهان الفترة المحيطة بالولادة
- قلق الفترة المحيطة بالولادة
- اضطراب الهلع في الفترة المحيطة بالولادة
أعراض اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة
- ظهور أفكار وسواسية أو أفعال قهرية
- قلة أو عدم الاهتمام بالأشياء التقليدية التي تجلب السعادة
- الانعزال عن الأهل والأصدقاء
- صعوبات في التركيز أو الذاكرة
- التفكير في الموت أو الانتحار
- زيادة الحساسية للضوضاء أو اللمس
- فقدان الثقة و عدم تقدير الذات
- الخوف من البقاء وحيدا مع الطفل
- وجود أفكار ملحة ومتكررة عن إيذاء النفس أو إيذاء الطفل
- قلق عام ومستمر، غالبا بسبب مخاوف على صحة و سلامة الطفل
- تقلبات مزاجية مفاجئة، أو الشعور بالحزن المستمر أو الاكتئاب، أو البكاء دون سبب واضح
- تغيرات في الشهية: نقص الشهية أو إفراط في الأكل
- مشاكل في النوم غير مرتبطة باحتياجات الطفل
- الإفراط في تناول الأدوية
أعراض الذهان في الفترة المرتبطة بالولادة
- الأفكار أو المعتقدات غير العقلانية أو الوهمية، والتي قد تشمل معتقدات أو أفكار غير منطقية عن الطفل
- الهلوسة والتغيرات في الإدراك الحسي مثل الرؤية أو السمع، كرؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة
- معتقدات وشكوك غريبة عن الطفل لا يمكن تغييرها من خلال المناقشة
- تقلبات مزاجية شديدة ومفاجئة ، من مزاج جيد جدًا إلى مزاج سئ جدًا..
- تصرفات غريبة عن طبيعة الشخص
- سلوك عدواني
- معتقدات مبالغ فيها وغير واقعية حول قدرة المرآه كأم
- ردود فعل غير عادية أو غير ملائمة مع الطفل
- الأفكار والمحادثات غير المنطقية
- زيادة التوتر والاضطراب
أسباب اكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة
فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة تجعلن النساء أكثر حساسية وهشاشة. غالبًا ما تعاني الأمهات من تغيرات بيولوجية وعاطفية ومالية واجتماعية ضخمة خلال تلك الفترة. و يمكن أن تكون بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية خاصة الاكتئاب والقلق. ليس هناك سبب وحيد لاكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة، ولكن المشاكل الجسدية والعاطفية قد تلعب دورًا بالإضافة إلي التغيرات البيولوجية خلال وبعد الولادة.
- التغيرات البيولوجية: قد يساهم الانخفاض الكبير في الهرمونات (الأستروجين والبروجسترون) في الجسم في الإصابة بالاكتئاب. وقد تنخفض أيضًا الهرمونات الأخرى التي تنتجها الغدة الدرقية بشكل حاد مما قد يزيد من الشعور بالتعب والركود والاكتئاب.
- المشاكل العاطفية: عندما تكون المرأة محرومًة من النوم ومرهقة، فقد تواجه مشكلة في التعامل حتى مع المشكلات البسيطة. قد يكون قلقًا بشأن قدرتها على رعاية المولود الجديد. قد تشعر بانها أقل جاذبية أو أنها فقدت السيطرة على حياتها. يمكن لأي من هذه المشكلات أن تساهم في الاكتئاب.
العوامل التي تزيد خطورة الاصابة باكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة
يمكن لأي أم جديدة أن تعاني من الاكتئاب في الفترة المرتبطة بالولادة، ويمكن أن يحدث ذلك بعد ولادة أي طفل وليس الطفل الأول فقط. ولكن، يزداد احتمال ظهور الأعراض في حالة:
- وجود تاريخ مرضي للإصابة باضطراب ثنائي القطب..
- وجود أفراد من العائلة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى
- معاناة الطفل من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة أخرى.
- وجود صعوبة في الرضاعة الطبيعية.
- وجود مشاكل في العلاقة بالزوج.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بالاكتئاب، سواء أثناء الحمل أو في أوقات أخرى.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة باكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة بعد حمل سابق
- التعرض لأحداث ضاغطة خلال العام السابق، مثل مضاعفات الحمل أو المرض أو فقدان الوظيفة
- وجود مشاكل مالية
- إذا كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه.
الوقاية من اكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة
إذا كان يوجد تاريخ من الاكتئاب - وخاصة اكتئاب في الفترة المرتبطة بالولادة - اخبر الطبيب إذا كان يوجد تخطيط للحمل أو بمجرد اكتشافه. خلال فترة الحمل ، يمكن للطبيب المراقبة عن كثب بحثًا عن علامات وأعراض الاكتئاب. قد يطلب منك إكمال استبيان فحص الاكتئاب أثناء الحمل وبعد الولادة. في بعض الأحيان يمكن السيطرة على الاكتئاب البسيط من خلال الدعم أو الاستشارة أو علاجات الأخرى. في حالات أخرى قد يوصى باستخدام مضادات الاكتئاب حتى أثناء الحمل.
بعد ولادة طفلك ، قد يوصي طبيبك بإجراء فحص مبكر بعد الولادة للكشف عن علامات وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة. فكلما تم اكتشافه مبكرًا، يمكن أن يبدأ العلاج مبكرًا. إذا كان يوجد تاريخ سابق من اكتئاب ما بعد الولادة، فقد يوصي الطبيب بالدواء المضاد للاكتئاب أو العلاج النفسي فور الولادة.
العلاج
- العلاج النفسي: يشمل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج البين شخصي.
- العلاج الدوائي: الإرشادات الطبية الدولية لعلاج النساء المصابات باكتئاب الفترة المرتبطة بالولادة توصي بالعلاج النفسي بدون دواء كعلاج أولي عندما يكون الاكتئاب أو القلق معتدل، أما بالنسبة للنساء المصابات باكتئاب أو قلق متوسط أو شديد، يجب استخدام العلاج الدوائي كخطوة أولي.
نصائح من أجل أسلوب حياة صحي
- الحصول على قسط كاف من الراحة
- شرب كمية مناسبة من الماء
- الحفاظ على نظام غذائي صحي
- ممارسة أنشطة بدنية مثل المشي أو السباحة
- يجب الاتصال بالطبيب إذا:
- كنت تعاني من الأعراض المذكورة بالأعلى لأسبوعين أو اكثر
- لديكي أفكار انتحارية أو أفكار إيذاء طفلك
- مشاعر الاكتئاب تزداد سوءا
- تواجهين مشكلة في أداء المهام اليومية أو الاعتناء بطفلك
جواب: حوالي ٧٠ ٪ من الأمهات الجدد يعانين من ما يسمي (حزن ما بعد الولادة أو كآبة النفاس)، وهي حالة مؤقتة تستمر فترة قصيرة ولا تتداخل مع الأنشطة اليومية ولا تتطلب عناية طبية. وهو مصطلح يستخدم لوصف التغيرات المزاجية البسيطة ومشاعر القلق والحزن والإرهاق التي تعاني منها العديد من النساء أحيانًا في أول أسبوعين بعد الإنجاب. فلأن الأطفال يحتاجون إلى رعاية على مدار الساعة، فمن الطبيعي أن تشعر الأمهات بالتعب أو الإرهاق في بعض الأحيان. ولكن إذا كانت التغيرات المزاجية ومشاعر القلق أو التعاسة شديدة، أو إذا استمرت أكثر من أسبوعين، فذلك قد يشير إلى أن المرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة. بشكل عام، النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة لن يشعرن بالتحسن ما لم يتلقين العلاج.
جواب: عندما يعاني شخص ما نحبه، فمن الطبيعي أن نرغب في تقديم النصيحة. وفي الوقت نفسه، قد نخشى أن نصيحتنا غير المرغوب فيها قد تضعهم في موقف دفاعي. ولكن نظرًا لأن مخاطر اكتئاب المرحلة المحيطة بالولادة ضخمة في حالة عدم علاجها (بما في ذلك الولادة المبكرة والتأخر الاجتماعي والعاطفي والمعرفي عند الطفل بعد سنوات، وخطر الانتحار في عدد قليل من الأمهات الجدد)، فمن المهم تقديم الدعم لأحبائنا عند حاجتهم إليه.
بعض النصائح حول كيفية مساعدة أختك:
اعرضي عليها قضاء بعض الوقت معها، ودعيها تأخذ قيلولة أو قسط من الراحة، أو انضمي إليها في نزهة مشيا على الأقدام، وساعديها علي الاهتمام بنفسها بالطريقة التي تحبها (مثل الاستحمام أو تناول وجبة في هدوء أو الخروج للعناية بشعرها أو بنفسها).
اسألها كيف حال نومها وكيف هي حالتها المزاجية. دعيها تعرف أنك لا تحكمين عليها وأنك موجودة للمساعدة - تعاطفي مع تجربتها و تقبليها واجعليها تشعر بأن تجربتها طبيعية. على سبيل المثال، يمكنك أن تقولي: "يمكنني فقط أن أتخيل ما تمرين به" أو "إنك حقا تمُرين بوقت صعب" أو "إنك تقومين بعمل رائع“.
ولكن إذا لم تستطع مشاركة مشاعرها معك، فإقترحي عليها أن تعبر عن مشاعرها مع طبيبها. يمكنك ايضاً المساعدة في ترتيب مقابلة طبيب نفسي. تجد العديد من الأمهات أنه من المفيد جدًا الانضمام إلى مجموعة دعم الأمهات الجدد. النوم، والراحة، وتلقي المساعدة في الاهتمام الطفل، والتواصل الجيد مع زوج داعم، هي الأساسيات في فترة التعافي لجميع الأمهات الجدد. أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب يجب ألا يترددوا في طلب مساعدة المتخصصين. طلب المساعدة ليس بأي حال من الأحوال علامة ضعف، فلماذا نحاول أن نأخذ على عاتقنا محاولة ”إصلاح أنفسنا" عندما تشتد الأمور علينا، بينما هناك أشخاص مختصون للتعامل بشكل افضل مع تلك المشاكل؟