اضطراب الاكتئاب
 

نظرة عامة

يشعر الجميع بالحزن أو الإحباط أحيانًا، لكن هذه المشاعر عادة ما تمر بعد وقت قليل. الوضع يختلف كثيرا عند من يعانون من اضطراب الاكتئاب. الاكتئاب المرضي (الذي يسمى ايضاً اضطراب الاكتئاب الجسيم) يمكن أن يسبب أعراضًا شديدة تؤثر على المشاعر والتفكير والقدرة على التعامل مع الأنشطة اليومية، مثل النوم أو الأكل أو العمل. الاكتئاب المرضي من الممكن أن يصيب أي شخص - بغض النظر عن العمر أو العرق أو المستوى المادي أو الثقافي أو المعتقدات الدينية أو التعليم. 

الدراسات تشير إلى شخص من كل ستة أشخاص (١٦٪) سيعاني من الاكتئاب في وقت ما خلال حياته. يمكن أن يحدث الاكتئاب في أي وقت، ولكن في الأغلب​​، يظهر لأول مرة خلال فترة المراهقة المتأخرة وحتى منتصف العشرينيات. النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بالاكتئاب. تظهر بعض الدراسات أن ثلث النساء سيمرون بنوبة اكتئاب شديدة في وقت ما خلال حياتهن. كما أن هناك نسبة وجود عامل وراثي عالية تصل إلى حوالي ٤٠ ٪ عندما يعاني الأقارب من الدرجة الأولى (الآباء / الأطفال / الأشقاء) من الاكتئاب. قد يحدث الاكتئاب مصاحباً لاضطرابات نفسية أو عضوية أخرى، مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والألم المزمن فالاكتئاب يجعل أعراض هذه الأمراض أسوأ، والعكس. 

هناك عدد من الأسباب المحتملة للاكتئاب. فمثل العديد من الاضطرابات النفسية، بعض الناس لديهم استعداد وراثي للاكتئاب، والذي يجعل من الممكن ظهور المرض عند التعرض لأي موقف ضاغط شديد. يمكن أيضاً أن يكون الاكتئاب ردة فعل على موقف مؤلم مثل فقدان شخص مقرب أو الإجهاد الشديد لفترات طويلة. بعض النساء تتعرض للاكتئاب بعد الولادة ويطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة. من الممكن أن يكون الاكتئاب جزءًا من مرض نفسي آخر مثل اضطراب ثنائي القطب حيث يعاني الشخص من نوبات من المزاج المرتفع جدًا أو المنخفض جدًا. 

العلامات والأعراض المرضية 

تشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب ما يلي:

  • الشعور باليأس أو التشاؤم.
  • الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو العجز.
  • فقدان الشغف أو الاستمتاع بالهوايات أو الأنشطة.
  • صعوبات التركيز أو الذاكرة أو اتخاذ القرارات.
  • تغيرات في الشهية و في الوزن.
  • التفكير في الموت أو الانتحار أو محاولات الانتحار.
  • الحزن أو القلق بشكل مستمر.
  • الشعور بالتوتر المستمر أو الإحباط أو عدم الراحة.
  • انخفاض الطاقة، أو الإرهاق.
  • صعوبة الدخول في النوم أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو كثرة النوم.
  • أوجاع أو آلام أو صداع أو تقلصات أو مشاكل في الجهاز الهضمي لا تستجيب للعلاج.

العوامل التي تزيد خطورة الاصابة بالاكتئاب

يمكن أن يؤثر الاكتئاب على أي شخص - حتى الشخص الذي يبدو أنه يعيش في ظروف مثالية نسبيًا. هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في الإصابة بمرض الاكتئاب:

  • العامل الوراثي: لوحظ انتشار مرض الاكتئاب بين العائلات، فعلى سبيل المثال، في حالة التوائم المتطابقة إذا أصيب أحدهم بمرض الاكتئاب، فإن الآخر لديه فرصة ٧٠ ٪ للإصابة بالمرض في وقت ما من حياته. 
  • العوامل البيئية: قد يؤدي التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الفقر إلى جعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. 
  • كيمياء المخ: قد تساهم الاختلافات في مواد كيميائية معينة في المخ في ظهور أعراض الاكتئاب. 
  • سمات الشخصية: يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس، والذين يغمرهم التوتر بسهولة، أو المتشائمون بشكل عام هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. 



العلاج

على الرغم من أن مرض الاكتئاب يمكن أن يكون مرضًا مدمرًا، إلا أنه غالبًا ما يستجيب للعلاج. الهدف الرئيسي هو الحصول على تقييم محدد وخطة علاج صحيحة. الحفاظ على سلامة الأفراد الذين يعانون من أفكار انتحارية مهم جداً.
بعد استبعاد الأسباب العضوية والأسباب المحتملة الأخرى، يمكن أن تتضمن خطة العلاج أحد العناصر التالية أو مجموعة منها: 

  • العلاج النفسي: بما في ذلك العلاج المعرفي السلوكي والعلاج المرتكز على الأسرة والعلاج البين شخصي. 
  • الأدوية: بما في ذلك مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج والأدوية المضادة للذهان. 
  • علاجات تحفيز المخ: يمكن تجربتها إذا لم يكن العلاج النفسي أو الأدوية فعال بشكل كافي، وتشمل العلاج بجلسات تنظيم إيقاع المخ (ECT) . 

بمجرد بداية العلاج، يجب أن تبدأ في التحسن بشكل تدريجي، لا تجهد نفسك في هذه الفترة. حاول أن تفعل أشياء كنت تستمتع بها مسبقاً، حتى وإن كنت لا ترغب في القيام بها الآن فسوف تبدأ بتحسين حالتك المزاجية أكثر وأكثر. يمكنك أيضاً فعل التالي:

  • حاول القيام ببعض النشاط البدني. فقط ٣٠ دقيقة في اليوم من المشي يمكن أن يحسن الحالة المزاجية.
  • حاول الحفاظ على موعد نوم واستيقاظ منتظم.
  • تناول وجبات صحية منتظمة.
  • انجز واجباتك قدر استطاعتك، وقرر ما يجب القيام به وماذا يمكن أن ينتظر.
  • حاول التواصل مع أشخاص آخرين، وتحدث مع الأشخاص الذين تثق بهم حول ما تشعر به.
  • تأجيل قرارات الحياة المهمة حتى تشعر بتحسن.
  • تجنب استخدام الكحول أو المخدرات، بما في ذلك الأدوية غير الموصوفة لك.

جواب: إذا كان شخص ما تعرفه يعاني من الاكتئاب، فأهم شيء تستطيع فعله هو أن تساعده في الوصول إلى مقابلة طبيب نفسي. كما يمكنك أيضًا:

  • تقديم الدعم والتعاطف وتشجيعه باستمرار.
  • ادعُه للخروج معك والتنزه وشاركه بعض الأنشطة.
  • ساعده على الالتزام بخطة علاجه مثل التذكرة بمواعيد العلاج و تسهيل الذهاب لمقابلات الطبيب.
  • ذكره باستمرار أنه بمرور الوقت والعلاج سيزول الاكتئاب.

جواب: يواجه كل الناس تغيرات في المشاعر على مدار الأيام والأسابيع، وعادة ما تختلف بناءً على الأحداث والظروف المحيطة. عندما نشعر بخيبة أمل عادة ما نشعر بالحزن. عندما نعاني من خسارة، فإننا نحزن. عادة هذه المشاعر تأتي وتذهب بنفسها دون تدخل. أما الاكتئاب فهو عكس ذلك، حيث يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الشعور بالثقل والثبات، ويكونون أقل قابلية لقبول محاولات الاخرين في التخفيف عنهم أو اسعادهم، وتستمر هذه الأعراض لفترات طوية وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.

جواب: من بين الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الاكتئاب وتلقوا العلاج بالفعل وتعافوا، من المرجح أن يعاني نصفهم على الأقل من نوبة متكررة في وقت ما في المستقبل؛ قد تأتي بعد فترة وجيزة أو بعد أعوام كثيرة، قد تكون نتاجاً عن ضغط نفسي جديد في الحياة أو لا. في حالة تكرار النوبات بشكل مستمر، قد يقترح الطبيب النفسي علاجًا طويل الأمد.

جواب: الصراحة التامة مهمة جداً. يجب أن تتحدث مع طبيبك عن جميع الأعراض التي تعاني منها، والمراحل المحورية في حياتك، وأي تاريخ من سوء المعاملة أو الصدمات النفسية. أخبر طبيبك أيضًا عن التاريخ السابق للاكتئاب في نفسك أو لدى أفراد الأسرة، والتاريخ الطبي لأي امراض عضوية، والأدوية التي تتناولها - سواء كانت بإشراف طبي أو بدون وصفة طبية، وكيف يؤثر الاكتئاب على حياتك اليومية وما إذا كنت تفكر في الانتحار. لمعرفة المزيد، اضغط على نصائح للتحدث مع طبيبك النفسي.

جواب: إذا كانت أعراضك خفيفة، ولا تؤثر على عملك أو حياتك اليومية أو تؤثر سلبًا على صحتك، ولا تفكر في الانتحار أو إيذاء نفسك، فيمكنك الانتظار أسبوعًا أو أسبوعين قبل زيارة أحد المتخصصين لمعرفة ما إذا كانت الأعراض قد تتحسن من تلقاء نفسها. لكن الأعراض الأكثر خطورة تحتاج إلى اهتمام فوري.